الأستاذ
أحمد يوسف أحمد هاشم
(أبو الصحف)
1906-1958 م

هو أحمد بن يوسف بن أحمد بن هاشم رئيس نقابة الصحافة السودانية ، و أول وطنى أنشأ جريدة يومية و رئيس حزب القوميين ، و صاحب جريدة السودان الجديد و رئيس تحرير جريدة النيل (سابقاً) و عضو الجمعية التشريعية .

ترجم له الأستاذ عمر باشرى فى كتابه رواد الفكر السودانى ( كمؤسس للصحافة السودانية) ، قرأ فى المعهد العلمى و عمل بالمحاكم الشرعية ، و جريدة النيل ، ثم تولى رئاسة تحرير (مجلة الفجر) بعد وفاة عرفات ، و فى عام (1944 م ) أصدر جريدة السودان الجديد اليومية و اِشترك معه فى التحرير محمد أحمد محجوب و د. عبد الحليم محمد و عبد الحفيظ هاشم . أطلق عليه ( أبو الصحف فى السودان) لأنه أول صحفي انفرد بإصدار صحيفة يومية.

و ذكره بشير محمد سعيد في كتابه ( السودان من الحكم الثنائي إلى انتفاضة رجب) و كان لجريدة النيل السودانية مكتب صحفي في القاهرة يشرف عليه الأستاذ أحمد يوسف هاشم و الذي أصبح رئيساً لتحرير الصحيفة في الخرطوم فيما بعد.

ذكر الأستاذ أحمد يوسف هاشم في كلمة السودان الجديد ( 1/1/1944م )

بسم اللة الرحمن الرحيم: (السودان الجديد مجلة أسبوعية دفعني إلى إصدارها إحساس عميق بحاجة البلاد الماسة إلى صحيفة أسبوعية تسد فراغاً شاغراً منذ احتجبت مجلة الفجر. و تعالج مشاكل البلاد بوسائل أخرى لم تعرف البلاد من قبل. فهذه المجلة كما أردتها ليست بالخالصة كلها للأدب. و ليست بالمنقطعة و حدها للسياسة و ما هي بالمخصصة للفن أو الفكاهة و لا بالتي تكرس صحائفها للمسائل ألاجتماعية البحتة و لا ألإخبارية الصرفة. و إنما هى تأخذ من كل هذه ألأشياء بنصيب و هي بذلك تصور حالة البلد الناشىء في طور ألانتقال لا تخصيص فيه. تقع على الفرد من أبنائه مسؤوليات متعددة فيأخذ قسطه من العمل السياسي و نصيبه من ألإصلاح ألإجتماعى و ألإقتصادى و واجبه في تنوير ألرأي العام و تثقيفه و بوجيهه. كل ذلك إلى جانب عمله الذي يعيش منه فلا غرابة إذا عالجت (مجلة السودان الجديد جميع هذه النواحي ). تتحدث باسم الجميع متعاونة مع الهيئات و و الأفراد.

ولد الأستاذ أحمد يوسف أحمد هاشم في قرية برى المحس فى شرق الخرطوم أواخر عام ( 1906 م) و والده هو الشيخ يوسف أحمد هاشم شقيق الشيخ ابوالقاسم أحمد هاشم. والدته هى السيدة صلحة أحمد موسى من جزيرة توتى بالخرطوم. اِلتحق بكتاب الخرطوم الذي كان آنذاك المدرسة الأولية الوحيدة عام ( 1911 م ) فأكمل تعليمه الأول ( 1915 م ). زهد بعد ذلك في التعليم و أبدى رغبة في حفظ القرآن ألكريم فأرسله و الده الشيخ يوسف أحمد هاشم إلى( أم ضواً بان ) فأولاه ألخليفة (حسب الرسول الشيخ ود بدر) العناية الخاصة لمكانة والده و أهله فحفظ القرآن في سنتين فقط. ثم عاد و درس على يد عمه ( الشيخ أبو القاسم ) القرآن و علومه حتى اِلتحق بعد ذلك بمعهد أم درمان العلمي عام ( 1917 م ) فنال الشهادة الأهلية قبل ميعادها المحدد بسن كاملة.

من زملائه في الدراسة ( الشيخ محمد المبارك عبد الله و كان المزاحم له في الأولية). تخرج من المعهد العلمي عام ( 1920م ) ثم هاجر إلى مصر و كان ذلك إبان الثورة المصرية و بصحبه الشيخ محمد المبارك عبد الله (شيخ المعهد العلمي فيما بعد ) و التحق بالأزهر الشريف و تعرف هناك بأقطاب الحزب الوطني وهم ( حافظ رمضان و عبد العزيز جاويش ). عاد من مصر عام (1922م ) في عطلته الدراسية العادية ثم اشتهر بحديثه و خطبه. واصل درا سته بالأزهر حتى عام (1924 م ) و بعد نشوب ألإضطرابات في مصر وطرد الجيش المصري من السودان بعد مقتل (السير لي إستاك) حاكم عام السودان في إحدى شوارع القاهرة تم إبعاد السودانيين من مصر و كان أحمد يوسف من ضمنهم. غادر مصر عام ( 1925 م ) و عاد إلى السودان و كانت فترة ركود سياسى ثم وقف ألإنجليز في سبيل العائدين من مصر و سدوا أمامهم سبل العيش في بلادهم. التحق عام (1926 م ) بالمحاكم الشرعية و عمل كاتباً بها حتى عاد إلى مصر مجدداً بعد ذلك و احترف الصحافة و عمل تحت إشراف كثير من الكتاب المصريين ( كالتابعي و أبو الفتح ) و كانت الجريدة الوحيدة التي تصدر آنذاك في السودان هي (حضارة السودان). وفى عام (1935 م ) تأسست في السودان شركة للطباعة و النشر و كان من أكبر المساهمين فيها ( دائرة المهدي ) و ( كونت ميخالوس ) و أصدروا جريدة (النيل) و عهدوا برئاسة تحريرها للصحفي المصري ( حسن صبحي ) و كانت صحيفة سودانية يومية. و في عام (1936م ) عاد احمد يوسف من مصر و التحق بجريدة النيل كمحرر ثم رئيساً للتحرير فاهتم بالآداب و الفنون و الرياضة و السينما و كان بجانب النيل اليومية آنذاك جريدة السودان و الحضارة و كلتاهما مرتين أسبوعياً. فى عام (1939 م ) هاجر اِلى مصر مرة أخرى و عمل فترة في إحدى الوزارات ثم عاد إلى السودان وواصل عمله في رئاسة تحرير النيل.

أصدر السودان الجديد عام ( 1943م ) و كانت أسبوعية ثم سافر إلى مصر ليعود و في صحبته حروف زونوغراف و رسام هو ألأستاذ ( محمد عثمان جودة ) فتجددت المجلة بينما كان لا يزال محتفظاً برئاسة تحرير النيل. أصدر جريدة السودان اليومية عام ( 1944م ) و ترك النيل و انضم إليه (محمد أحمد محجوب و عبد الحليم محمد و عبد الحفيظ هاشم ).

يعتبر الأستاذ أحمد يوسف هاشم داهية الصحافة السودانية. و لقب ب ( أبو الصحف ) زاملها وهى طفل رضيع ثم وهى تشب عن الطوق ثم وهى تستوي على سوقها و من أسرة تحرير الفجر و سكرتير تحريرها و أحد كتابها و أقطابها ترأس تحرير جريدة النيل اليومية بعد ألأستاذ ( الحاج ألأمين عبد القادر ) فكان ثاني رئيس تحرير سوداني لها رغم أن بعض المصادر التاريخية تفيد بأنه أستلم رئيس تحريرها بعد الصحفى المصرى حسن صبحى

ويضيف الأستاذ يحي عبد القادر أن أحمد يوسف عمل سكرتيراً لحزب القوميين و كان أحد ثلاثة استقالوا من الجمعية التشريعية في جو بطولي فأطلق عليهم اسم الفرسان ألثلاثة و هم ( احمد يوسف و محجوب و صالح عبد القادر ). ورغم أن السودان الجديد اليومية كانت مستقلة فلقد ظلت ذات صلة وثيقة (بآل المهدي ) لأن أحمد يوسف هو من ( آل هاشم ) وهؤلاء ذوو ولاء قديم لهذا البيت و أسهمت ( دائرة المهدي ) في السودان الجديد. عمل رئيساً لنقابة الصحفيين السودانيين و سكرتيراً لحزب القوميين و أول من أنشأ جريد يومية سياسية. منذ عام ( 1935) ظل يبذل جهداً مضنياً مما كان له عظيم الأثر على صحته فكان كثير التردد على ألأطباء. توفى في نهار الثلاثاء3/1/1958 و دفن بمقابر برى المحس. رحم الله أستاذنا أحمد يوسف هاشم و أسكنه جناته الخالدة.

 

 
 

    حقوق النشر محفوظة - موقع أسرة الهاشماب