الأمير
عبدالحليم مساعد هاشم
(1254هـ /1839 -1307هـ/1889)

الأمير عبد الحليم أحد قادة الثورة المهدية في السودان وأحد قواد جيش عبد الرحمن النجومي الي مصر. ولد عبد الحليم في جزيرة مساوي بدنقلا في عام 1254هـ /م1839 ووالده الشيخ مساعد هاشم الجودلابى الأخ غير الشقيق للشيخ أحمد هاشم الجودلابى ووالدته من الشايقية.

حفظ القرآن الكريم على يد الفقيه ود احمد نور في مروي ثم عمل بالتجارة وأخذ الطريقة السمانية على يد الفقيه محمد الصليحابي تلميذ الشيخ احمد الطيب ود البشير وكان ذاكراً تالياً وحافظا للقران الكريم.

هاجر إلى الأمام المهدي وبايعه في قدير – و حضر مع الاِمام المهدي العديد من المعارك وكان شجاعا و جريئا. وفي معركة شيكان جرح جرحا شديدا في يده اليمنى مما شوه أصابع يديه.

كان أميراً في جيش عبد الله ود النور. ولما قتل الأمير عبد الله إبان حصار الخرطوم صار الأمير عبد الحليم قائدا للجيش. وشارك الأمير عبد الحليم في جيش الأمير عبد الرحمن النجومى المتوجه إلى مصر.

وفي ( 17/11/1887 م ) أرســــل الأمير عبد الحليم مساعد ابن عمه إبراهيم أحمد هاشم بخطاب إلى عبد الرحمن النجـــومي وهم في صـــرص بالإذن لهم بحضـــور أقربــــائهم من ســــقادي وكميــــر الجودلاب. فكتب عبد الرحمن إلى الخليفة يستشيره في رسالة ( 1/1/م 1 مهدية ) وفيما يلي نصــــها:

( بســــم اللـــه الرحمن الرحيــــم – الحمد لله الولي الكريم – و الصـــــلاة على ســـيدنا محمد و آلة مــــع التســـــــليم: و بعـــد فمن عبد ربه عبد الرحمن النجومى إلى سيده وسنده ووسيلته إلى ربه الخليفة عبد الله بن محمد خليفة الصديق نصره الله آمين.

سيدي نعرض لجنابكم الفخيم أن أحبابنا في الله (عبد الحليــــم مســــاعد وإخوته لــــهم أهـــل متأكدين القرابة بجهــــة ســــــقادي والكميــــر الكاينة بعمــــــالة بــــربر وكثيراَ ما أحبــــوا في جمعهــــــم عليــــهم والتقائهم بهم كمـــا أن أهليهم المذكورين محبون لذلك وقد تحررت أسمــــاؤهم بهذا الكشف فبلغت عدتهم ثمانية وخمســــين نفرَ وقد عينــــوا من طرفـــهم الحبيــــب الصــــديق إبراهيم لأجلهم ولذا قد عرضـــنا أمرهم لســـــيادتكم وها هو الصديق المذكور قادماَ حســـب ما التمســـوا ذلك المذكورين لي بعد النظر في ذلك يصير ما يوافق نحو تســــفيرهم وإرســــالهم للالتقاء معهم . ســــيدي الأمر لجنابكم والسلام).

ســـافر الشيخ إبراهيم إلى أمدرمــــان وسلم الخطاب إلى الخليــــفة وعــــاد وجمــــع الجمـــوع من ســــــقادي وكمير الجودلاب وتوجه بهـــم إلى دنقـــــلا العرضى وبذلك يكون الأمير عبد الحليم قد جمع معه العديد من أبناء عمه أحمد هاشم في الجيش أمثال الشيخ محمدأحمد أحمد هاشم والشيخ إبراهيم أحمد هاشم والشيخ محمد أحمد هاشم والشيخ إدريس أحمد هاشم وكذلك العديد من أبنائه.

اِستشهاده

كتب الشيخ الفحل الفكي الطاهر في كتابه "تاريخ وأصول العرب في السودان" عن الأمير عبد الحليم مساعد هاشم ، فقال:

"البطل الشجاع عبد الحليم مساعد فإنه اِلتقى بالجيش المصري الإنجليزي بين الحدود المصرية وطابيته وتقابل الجيشان بغتة في لفة جبال ساق حصانه نحو القائد الإنجليزي وطعنه على سير القاش وسير الطبنج فلم يؤثر وضربه الإنجليزي بالمسدس في رأسه ونهر حصانه فضم حصان الإنجليزي فقفز عليه واحتضنه وضربه بالسكين في الترقوة حتى القلب ولما تراجع الأنصار بعد هزيمة الإنجليز وجدوا الأمير عبد الحليم بيده يحتضن الإنجليزي وبيده الأخرى قابضاً بها السكين في عنق الإنجليزي وقلبه ميت والأمير عبد الحليم مساعد ميت وهذه شجاعة خارقة ونادرة. واِبنه محمد الأمين شيخ معروف وفارس ميدان ثبت في العرض حتى أصيب بسبعة رصاصات وأحياه الله"

اِستشهد عبدالحليم مساعد هاشم فى توشكى فى سبتمبر 1889. رحمه الله ونسأل الله أن يتقبله من الشهداء. و الأمير عبدالحليم مساعد هاشم هو جد كل من الدكتور طبيب عبدالحليم محمد عبدالحليم و السيد محمد أحمد المحجوب رئيس الوزراء الأسبق.

 

 
 

    حقوق النشر محفوظة - موقع أسرة الهاشماب