الدكتور
عبدالحليم محمد عبدالحليم
رائد في أسرته ورائد في مجتمعه ورائد في مهنته

تقديم البروفسير حمد النيل عبدالرحمن
من الهيئة النقابية لأطباء السودان بالمملكة المتحدة وآيرلند

ولد عبد الحليم محمد عبد الحليم مساعد هاشم في أسرة الهاشماب في امدرمان عام 1910 وكان جده عبدالحليم مساعد هاشم أميراً في جيش المهدي وحارب مع المهدي من الجزيرة أبا إلى الخرطوم، واستشهد في توشكي في حملة الخليفة عبد الله لغزو مصر فأورث عبد الحليم روح المحارب وأسرة الهاشماب تعتز بروادها فأسمت عبد الحليم أبو الطب ومحمد احمد محجوب أبو القانون واحمد يوسف هاشم أبو الصحف.

وجيل عبد الحليم ألف وأنشد "إلى العلا" نشيداً لمؤتمر الخريجين وجلس عبد الحليم في لجنة المؤتمر الستينية وظل في مقدمة المرشحين كلما نادى الوطن. فأسهم في صنع القرار لينال السودان استقلاله كاملاً وانهزمت دعوة وحدة وادي النيل تحت التاج المصري.

اتجه عبد الحليم بعد ذلك إلى العمل الاجتماعي والنشاطات المهنية. لم يكن السودان عندئذٍ على خريطة العالم لرعاية الشباب والألعاب الرياضية فتمثل عبد الحليم بقول أبو جعفر المنصور:

إذا كنت ذا رأيٍ فكن ذا عزيمة
فإن فساد الرأي أن تترددا

فوقف صامداً عندما أبى المجتمع والزملاء على الطبيب أن ينشغل برعاية كرة القدم والألعاب الرياضية فرهن منزله ليمّول تأسيس لجنة الأولمبياد القومية في السودان حتى يتسنى لها أن تلحق بالاتحادات الإقليمية والعالمية.

ولم ينسى مدينته فأسهم في مجلس بلديتها عضواً ثم رئيساً لمجلس بلدية الخرطوم وكان في قيادة جامعته عضواً في مجلسها ثم رئيساً لمجلس جامعة الخرطوم.

والدكتور عبد الحليم رائد في مهنته فقد كان طبيب وزارة الصحة الأول لعقد كامل من الزمان وهو احد مؤسسي الجمعية الطبية السودانية في الخرطوم ورئيسها منذ البداية وفي عام 1964 ولقد جلست معه عضواً في اللجنة التنفيذية والدكتور طه بعشر سكرتيراً لها. وكانت الجمعية الطبية مدرسة تمازجت فيها الآراء في انسياب كامل رغم اختلاف المشارب.

لقد عطلت الحرب العالمية الثانية مسار الكثيرين من قدامى الأطباء. وبدأ القفز المداري بعد نهاية الحرب كل على قدر طاقاته المحبوسة. فبعضهم قفز من المدار المحلي إلى المدار الإقليمي وآخرون تدافعت طاقاتهم فقفزوا إلى المدار العالمي.

فلقد كانوا مثالاً للقفز الألكتروني “Quantum Leaps” قبل أن يسميها علماء الفيزياء وقبل ان تدخل فيما بعد في المعجم العام. فصار الدكتور عبد الحليم أستاذاً وممتحناً زائراً في جامعة الزقازيق في مصر وجلس الدكتور التيجاني الماحي على كرسي الأستاذية في جامعة السوربون وهو يعمل في مكتب الصحة العالمية في الأسكندرية.

والدكتور عبد الحليم يحمل وسام النيلين ووسام ابن السودان البار بالإضافة إلى أنجم التقدير من اتحادات كرة القدم والألعاب الرياضية في وطنه واقليمياً وعالمياً. وقد تقلد مواقع قيادية في كثير منها. ولكنه كثيراً ما يتحدث عن حزنه لعلة ألمت به في صغره واقعدته عن لعب كرة القدم حديث ونستون تشرشل عن حزنه رغم أمجاده لأنه لم يصل إلى ما كان ينشده من مجد آخر في فن الرسم.

دور عبدالحليم محمد السياسى

الصحافة: فى حديث الذكريات مع عبدالحليم محمد

فوز و الغموض النبيل

 

 
 

    حقوق النشر محفوظة - موقع أسرة الهاشماب